… عندما نهتف عبارة “أمّ”، تمعن دلالة الكلمة لتغور في ذواتنا والأذهان، رمز الحنان، الأمان، الطمأنينة، الراحة، الثقة، الحب المجّاني، العطاء اللامحدود، التضحية اللامتناهية،
فكيف إذا كانت هذه الأم السيدة
“سلوى لمع لمع”؟
وهي الحاضنة لأفراد عائلتها الصغيرة، على غرار عائلتها الشياحية الكبيرة، التي لطالما عملت في سبيلها ومن أجلها -الشياح- بلدتها وقريتها، التي أحبتها مذ نعومة أظافرها، بحيث عاشت وكبرت وإقترنت بشريك عمرها السيد “مخايل غاريوس” رحمه الله، وأسسّا عائلة مؤمنة، متماسكة، إطارها الإنسانية، وسماؤها المحبة اللامتناهية،
السيدة “سلوى لمع غاريوس”، لطالما وقفت على مرّ السنوات، في قلب العواصف، وصمدت في مهب رياح الحروب الهوجاء، والقلّة والمرض والعوذ، وكانت خير داعم، في حضرة قلبٍ جريء، وروح شجاعة، تخطت من خلالها مصاعب الظروف برّمتها، ومصائب العثرات التي خلّفتها ألسنة الحرب والتقاسم،
وفي كل مرة كانت تحمل في إبتساماتها، وأوتار صوتها الهادئة، الطمأنية بدل القلق، والأمل عوضاً عن الألم،
في كل مرة، كانت تخلق من الضعف قوة، ومن الصقيع دفئاً، ومن الموت حياة.
نفتقدها اليوم، وبغيابها نؤمن،بأن الحياة إنتصرت على الموت، والرجاء قهر اليأس والخيبة،
نبقى أولاد القيامة، ونحن كلّنا قياميّون
المسيح حقاً قام
تعازينا لرئيس بلدية الشياح إدمون غاريوس بوفاة والدته السيدة سلوى لمع غاريوس